تشمل أكثر من نصف مليون باحث وأكاديمي وطالب و23 مؤسسة –
يعد مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم من أهم المشاريع التي يعمل عليها مجلس البحث العلمي لتأسيس بنية أساسية واسعة النطاق وآمنة ترتبط بمصادر البحث العلمي والتعليم حول العالم وتكون ذات قدرة وكفاءة عالية في تلبية احتياجات الباحث والمتعلم في الحصول على المعلومات والبيانات العلمية، وتكمن أهمية المشروع في أنه وسيلة مهمة لبناء سياسات بحثية وعلمية على معلومات وحقائق دقيقة، وكذلك إثراء التعاون البحثي بين مؤسسات البحث العلمي والتعليم إلى جانب تحسين القدرات البحثية للمشتركين مع توفير بيئة محفزة لإجراء البحوث.
•الشبكة تتيح للقطاعات البحثية والأكاديمية الوصول إلى المعلومات بسرعة ألف ميجا بايت في الثانية –
أهمية الشبكة
تعتبر الشبكة جزءا من تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في توفير بيئة محفزة للباحثين وإثراء التعاون البحثي والتعليم وذلك من خلال إنشاء بنية أساسية قوية تساعد على تطوير البحث العلمي والتعليم بالسلطنة باعتبارها محورا أساسيا في تحسين القدرات البحثية في المجالات العلمية المختلفة.
ويسعى المجلس من خلال مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم الى انشاء شبكة معلوماتية تتيح للقطاعات البحثية والأكاديمية الوصول الى المعلومات والبيانات بسرعة فائقة تصل الى ألف ميجا بايت في الثانية من خلال ربط 23 مؤسسة بحثية وتعليمية في السلطنة بشبكات البحث والتعليم العربية والأمريكية والأوروبية، وتتضمن الشبكة مجموعة من التطبيقات المختلفة التي تخدم القطاع البحثي والعملية التعليمية.
مراحل المشروع
ابتدأ المشروع من خلال دراسة واقع توفر الموارد البحثية والتعليمية بالسلطنة، ومدى القدرة للوصول إليها بالتعاون مع شبكة عالمية متخصصة وهي شبكة انترنت2، وبعدها تم عرض خلاصة الدراسة على الجهات المعنية واللجنة الاستشارية الفنية التي تشكلت من مختلف الجهات ذات العلاقة، وتم تعريف المؤسسات المختلفة بالمشروع وأهميتها لواقع البحث العلمي والتعليم بالسلطنة وصولا إلى البحث عن شراكة استراتيجية مع أحد مزودي الخدمة في السلطنة للبدء الفعلي لانطلاقة المشروع.
في المرحلة الأولى من مشروع الشبكة سيتم الربط بين 23 مؤسسة تعليمية مبدئيا موزعة على جامعات وكليات ومراكز بحثية وتخدم شرائح مختلفة من الطلاب والمعلمين والباحثين وأولياء الأمور للطلاب وصناع القرار في الإدارات التعليمية والمراكز البحثية، وفي المرحلة الثانية من المشروع سيمتد التعاون ليشمل المراكز البحثية الخاصة ومراكز التعليم والمعاهد الحكومية والأفراد.
مميزات المشروع
وتتحصل المؤسسات المنضوية في الشبكة على مميزات متعددة تتمثل في ربط شبكي خاص وعالي السرعة لتمكين المشاركة والتعاون على نطاق محلي، والربط مع شبكات البحث العلمي والتعليم الخارجية لتمكين التعاون الدولي، والدخول إلى تطبيقات وموارد تعليمية وبحثية في مختلف المجالات منها المكتبة العلمية الافتراضية العمانية، والمستودع البحثي الرقمي العماني، وأنظمة تقييم الطلاب ومتابعتهم وغيرها من التطبيقات المختلفة التي تخدم العملية التعليمية والبحثية، والحصول على معلومات وبيانات دقيقة تثري الجانب البحثي والتعليمي للباحثين والمشتركين.
التعاون الدولي
وقامت الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم بجهود مختلفة في مجال التعاون الدولي، حيث تم التنسيق مع الشبكة الأمريكية للبحث العلمي والتعليم للارتباط مع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم مباشرة وبسرعات عالية، بالإضافة الى الارتباط مع الشبكة العربية للبحث العلمي والتعليم لتبادل الخبرات في مجال الشبكات البحثية وآخر الحلول التي تم تطبيقها في العالم العربي والشبكة الأوروبية للبحث العلمي والتعليم وجميعها شبكات عالمية للبحث العلمي والتعليم ذات كفاءة عالية في توفير العديد من الموارد البحثية والتعليمية التي توفر على مشتركي الشبكة الجهد والمال في سبيل الحصول على المعلومة واجراء البحوث.
محتويات الشبكة
وتضم الشبكة مجموعة مختلفة من التطبيقات تخدم العملية البحثية والتعليمية وأبرزها المكتبة الافتراضية العلمية العمانية، والمستودع البحثي الرقمي العماني، وتطبيق تقييم الطلاب (sis)، وبطاقة الهاتف الذكية Sim card، وتطبيقات المحاضرات مباشرة صوت وصورة بجودة عالية، وتطبيق المحاكاة لبعض البرامج البحثية وكذلك باقة من الخدمات والمميزات التقنية التي تمكن المستخدم من التواصل مع الشبكات الأخرى العربية والعالمية بكل سهولة ويسر، يستهدف المشروع بعض الفئات التي لها علاقة مباشرة مع المشروع وهم صناع القرار، والباحثين والمراكز البحثية، والمعلمين والطلاب والمؤسسات الأكاديمية وأولياء الأمور.
تطبيقات متعددة
ويتمثل دور مجلس البحث العلمي في مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم في العملية الإشرافية والمتابعة للمشروع، ورصد احتياجات كل مؤسسة تعليمية مشاركة في المشروع، ويكون الدور التنفيذي والممول والمشرف الفني للمشروع لشركة بصدد التعاقد معها خلال الفترة القادمة.
تقوم فكرة الشبكة على المساهمة بخدمة القطاع التعليمي من مؤسسات التعليم العالي والباحثين بالعديد من التطبيقات الإلكترونية الميسرة للعضو، ويمثل الموقع الإلكتروني للشبكة عند تدشينها على العنوان www.omren.om بوابة دخول إلى عالم من الخدمات والتطبيقات والتسهيلات الشبكية المتنوعة للباحث او الأكاديمي أو الإداري او أولي الأمر أو الطالب نفسه، كما ستكون داعمة للهيكل التأسيسي لمنظومة التطبيقات البحثية والتعليمية الموجودة على الشبكة.
وتوفر الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم تطبيقات متعددة يستطيع من خلالها المستفيدون من الشبكة التعامل بشكل الكتروني والاستفادة من الخدمات، فسرعة الشبكة تتيح بث الصوت والصورة وبسرعة عالية ولا تبقى محصورة في شبكة الانترنت العادية والتي تستخدم من الطلاب والموظفين والأكاديميين والجميع لأداء مختلف أعمالهم، فهذا يوفر آلية تعلم وتواصل أكاديمي بمستوى عالمي، فعلى سبيل المثال إذا وُجِد دكتور متخصص في مجال معين في أحد الجامعات فإن الشبكة تتيح له ان يلقي محاضرة عامة لكافة طلاب الكليات في هذا التخصص عبر استخدام تطبيقات الشبكة، وبذلك فإن هذه المؤسسة شاركت المعرفة البحثية من حيث النتيجة مع أعضاء الشبكة، وهكذا تتعزز قيمة المؤسسة معرفيا مع الاحتفاظ بحق المؤسسة التعليمية الأدبي والمالي.
ويشمل الهيكل المؤسسي لمنظومة التطبيقات OMREN-CS مجموعة واسعة من التطبيقات مثل نظام إدارة التعليمLMS حيث إن الوضع الحالي على المستوى الوطني بحاجة إلى مؤشرات واضحة عن البحث العلمي وأعداد الباحثين وغيرها في الجامعات والكليات، وهذه من ابرز التحديات التي يواجهها صناع السياسات ومتخذو القرار، فعلى سبيل المثال فإن بعض الجهات تطلب معلومات محدثة عن مؤشرات بحثية متنوعة لاتخاذ قرار في مسار محدد من مسارات العملية البحثية، وغالبا هذه المعلومات هي معلومات من فصل دراسي سابق، كما ان المعلومات مصاغة لفصول دراسية سابقة وبذلك قد تكون العملية غير دقيقة، لذلك قامت الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم بإيجاد آلية معينة تتلخص في إيجاد مؤشرات إدارة منظومة التعليم العالي في السلطنة على الموقع الإلكتروني للشبكة للحصول على المعلومات في وقتها ومحدثة وواضحة بشكل كبير على شكل مؤشرات، وتشكل هذه المعلومات معرفة حقيقية للجميع.
نظام إدارة المواردERP
من الأنظمة الموجودة على الشبكة نظام إدارة المواردERP حيث تساهم الشبكة في تقليص العبء الإداري عن كاهل الطاقم البحثي والطلبة في الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة وبالتالي استغلال مزيد من الوقت في الأنشطة البحثية، فبالنسبة للباحثين يوجد لديهم الكثير من الأعمال الإدارية التي يقومون بها بشكل يومي مما لا يجعل معهم الوقت الكافي للقيام بدراسات بحثية، حيث ان الكثير من الكادر التدريسي لديهم عبء تدريسي قد يصل الى عشرين ساعة معتمدة للبعض الى جانب الإشراف على عدد كبير من الطلاب يصل الى سبعين طالب أحيانا، وهذا يؤثر على الكادر التدريسي مما لا يجد له الوقت الكافي للقيام بالبحث لذلك فإن الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم توفر تطبيقات مختلفة على الشبكة وتعين على إدارة العملية التعليمية والإشراف على الطالب، كما ان بعض الطلبة بإمكانهم عبر استخدام هذه التطبيقات ان يشرفوا على أنفسهم عبر تتبع التواريخ ومستويات الإنجاز التي يقيسها التطبيق بالإشراف من المدرس، وبعض هذه التطبيقات توضح للطالب مستواه على الشبكة بدلا من السؤال المتكرر لمعلمه، وحسب الإحصائيات يمكن ان يوفر التطبيق من 25 الى 30% من وقت المدرس ويمكن ان هذه النسبة يعاد توزيعها لإثراء العملية البحثية والمناشط البحثية.
نظام معلومات الطالب SIS
وهو من التطبيقات المهمة التي تحتويها الشبكة والذي يتوجه الى أولياء الأمور واستخدامات الشبكة لديهم، لان تعدد الطلبة لولي الأمر في أكثر من مؤسسة تعليمية، ويضع ولي الأمر في حيرة من أمره من حيث الاطلاع على نتائج أبنائه وقياس مستوياتهم والاطلاع عليها بشكل واضح على الشبكة المعلوماتية لذلك يستطيع ولي الأمر أن يدخل على المنظومة ويستطيع ان يرى مستوى تقدم ابنه/ابنته في المؤسسة التعليمية.
وتسهم الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم في تقدم السلطنة في التصنيف والاعتماد الجامعي الدولي للمؤسسات التعليمية الذي يعتمد على مدى الإشارة الى البحوث أو أوراق العمل الصادرة من المؤسسات التعليمية في بلد ما كمصدر أو مرجع، حيث ستزيد في الإشارة او الاقتباسات لأوراق العمل والبحوث والدراسات الموجودة في الشبكة كمرجع بحثي، وهي من الأشياء المهمة التي ستسهم الشبكة في تعزيزها محليا وإقليميا وعالميا.
وستضم الشبكة بعض المشاريع التي يحتضنها مجلس البحث العلمي في الوقت الحالي كتطبيقات للباحثين المشتركين في الشبكة والتي من الأهمية بمكان ان تكون موجودة على الشبكة ومتاحة للجميع بدلامن أن تكون مشروعا منفردا، فالمكتبة العلمية الافتراضية العمانية التي يعمل عليها مجلس البحث العلمي ستكون كذلك من ضمن التطبيقات التي تتضمنها الشبكة، وسيتم توفيرها لكافة المشتركين بكافة مميزاتها المختلفة لا سيما الأعداد الهائلة من مجلات البحث العلمي المحكمة ومصادر المعلومات البحثية والمصادر والمراجع المختلفة التي يوفرها المجلس لخدمة الباحثين في السلطنة.
كما ستعرض الشبكة كافة النتاج البحثي من مختلف الجهات والمؤسسات التعليمية في السلطنة خاصة المستودع البحثي الرقمي العماني الذي يقوم به المجلس بالتعاون مع المكتبة الرئيسية في جامعة السلطان قابوس، وهذا المستودع اذا ما تمت اتاحته لهذه المؤسسات فكل الباحثين باستطاعتهم التوصل الى ما يرغبون فيه من رسائل علمية وبحوث ودراسات وغيرها وبذلك تتعزز مكانة السلطنة في التصانيف العالمية للمؤسسات التعليمية، كما يمكن التواصل مع الباحث من مختلف الجامعات العالمية الى جانب الاستفادة الفنية والعلمية والمادية للباحث خاصة والمؤسسة بشكل عام من عرض الملخصات العلمية في الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم.
الأنشطة البحثية
وتسعى الشبكة لتحقيق مزج المعارف والاطلاع على البحوث العلمية الحديثة والتعمق في دراستها والأخذ من الثراء المعرفي بها يتيح للطلبة في مختلف مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة تقديم ملخصات بحثية جيدة وذات مستوى رفيع ويؤهل للاشتراك في المسابقات العلمية الدولية عبر تطبيقات إلكترونية على الشبكة تتيح انحاز هذه الأعمال بطريقة إلكترونية وتوفر الكثير من الجهد والمال، حيث يطرح مجلس البحث العلمي العديد من برامج دعم البحوث للطلاب والخريجين وغيرها، حيث تلاحظ ان بعض البحوث المقدمة لبعض برامج الدعم لا تأتي في المستويات المطلوبة للتقييم وبحاجة الى تجويد شامل لقبولها، وهذا ناتج من عدم وجود حراك بحثي ولا يوجد إثراء في الجانب البحثي، حيث ان هناك الكثير من عمليات البحث التي تجري يدويا ويعاد عملها في أكثر من جانب، وتقوم هذه التطبيقات بسد الثغرة هذه وعلى أكمل وجه.
من جهة أخرى، عقد فريق الشبكة مجموعة من حلقات العمل والاجتماعات مع الجهات التعليمية المختلفة بالسلطنة حول انضمامهم للمشروع وتوضيح التفاصيل الفنية والمزايا المختلفة المتحصلة وراء انضمامهم للشبكة، وتوضيح القائمين في الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم لهم للمزايا المختلفة للعضوية كتقليل التكلفة المادية للاشتراك في شبكات المعلومات بالنسبة للجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة، وتخفيض الاشتراك الشهري في مشاريع البحوث على المستوى العالمي، حيث انه الآن لا يدفع المشتركون في الشبكة الا مصاريف مالية بقدر استهلاكهم فقط او الاشتراك السنوي وهو يعتمد على عدد الطلاب الموجودين في هذه المؤسسات.
تجوال شبكي لا ينقطع
وتوفر الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم خدمات تقنية جديدة ، فالباحث أو الأكاديمي أو الطالب عندما يكون في الحرم الجامعي يكون على اتصال بالشبكة ويستطيع الولوج لها واستخدام كافة خدماتها وتطبيقاتها، ولكن فور خروجه ينقطع عنها لذلك تم الاتفاق مع مزود الخدمة على منح الطالب بطاقة “سيم كارد” صغيرة متصلة بالشبكة بسعر رمزي، والحصول على كل المميزات كالدخول للشبكة واستخدام تطبيقاتها المتعددة كأنك موجود في مختبرات الجامعة مما يجعل الطالب متصلا بالبحث العلمي بشكل متواصل، حيث توجد خطة لتوفير خدمات الشبكة خارج النطاق المكاني للجامعات والكليات من خلال شرائح للهاتف المحمول بحيث تكون الأجهزة اللوحية والذكية والمحمولة مرتبطة بالشبكة مع حفظ الخصوصية والسرية، وهو ما يعرف عالميا بنظام التجوال التعليمي EduRoam مما يغني عن تقديم الخدمات في الحرم الجامعي فقط من خلال التكامل مع شبكة الاتصالات المحلية، ويوفر إمكانيات وأمانا أكثر للطالب والباحث والمؤسسات المستفيدة، ويجري العمل حاليا على الإعدادات والاختبارات لتكامل الشبكة مع نظام التجوال التعليمي والذي سيسمح للباحثين والطلبة استخدام أجهزتهم في كافة الجامعات والكليات المشاركة في الشبكة دون قيود.